على الرغم من الآفات السلبية وما تتلازمها من فواجع القتل ((غير العمد))-أذا استعرت الملصطلح الفقهي-بالاضافة الى الممارسات التي اقل ما تنعنت بانها عارية من ادنى شعور بالمسؤولية.
وعلى الرغم من تخبط البعض في طاحونة الأستهتار المقام على شرف الفرح.
وعلى الرغم-ايضا-من انتهاز البعض لتجمع القطعان البشرية وأطلاقهم العنان لأنفسهم ((الأماره بالسوء)) لبسط سطوتها على مجريات المكان المكتظ.
على الرغم من هذا وذاك وأنا اشاهد السيل الجارف من الجماهير المحتشدة في احد شوارع المدينة معبرة عن سعادتها بالفوز الكروي الأخير.
يحدوني شعور بالشفقة قبل البهجة على نفسي وعلى هؤلاء النازحين تحت ستار احزانهم وسياط الألم المطلية بالدموع وقد تفجروا لاشعال شموع الفرح تحت اشلاء هذه المدينة المقفرة،التي بدأت تنزع جلد براءتها وعقدت هدنة مفتوحة مع الموت.
اضحينا نصطاد افراحنا تحت انقاض مسلسل القتل اليومي والخطف والفقر المدقع...
نتربصها بصبر قناص روسي في ((ستالين كراد))لرؤية جنرال نازي..
ونتلقف لحظاتها النادره بحذر عجوز يروم عبور شارع مزدحم.
تتأملهم وبرزخ الحزن يطوي افراحهم_المؤقتة_بلافتات النعي السوداء التي تنعق على جدران المدينة.
هل من حفنة فرح لهذا المخلوق المسمى((أنسان))في هذه المدينه المتلحفة بالرزايا؟؟!!!!
هل من بركة أمل تجلي صدأ كوابيسها؟؟هل من كسرة ضوء تشتت ظلمة انفاقها؟؟وتطهر رجس سواقيها؟؟
عد لنا ايها الفرح...طل ترحالك..وابتعدت سواحلك..نحن بانتظارك..كما تنتظر الأم عودة ولدها المسافر....
نحن بأنتظارك ..في مدينة فقدت الأحساس بعناصر الزمن...وايدلوجيات الحب.
لا تتأخر..تعبنا...وشبعت المقابر وأمتلأت بطونها ..