هل أنت مثلي !!! تجند قدراتك التحمليه بين الحين والآخر لرؤية المشاهد (الهيروشيمية) للمدينة...؟؟؟هل تتناثر أشلاء مخيلتك وأنت تتنقل بين أقبية الوجوه التي امتصت أشباح البؤس رحيق أيامها وامتزجت رائحة الشقاء بألوان الحرمان وأولج إخطبوط الذل اذرعه بين ثكناتها...
هل اهترأ تفكيرك وأنت تشاهد أولئك البؤساء الذين ابتلع الفقر أحلامهم وبصق بهم العوز والقحط لبيع فتات نكباتهم وعصارات إحزانهم تحت صهيل الفقر المدقع الذي ألفوه كأحد أبنائهم وانصهروا داخل بودقته حتى بات المال ممن ((يضر بصحتهم))؟؟؟؟
هل أضحت ذاكرتك كأسفنجه تمتص أراجيز البسطاء وزفرات شقائهم وقد قد الذل قمصانهم من دبر؟؟؟؟
في بعض الأحيان يغدو التنصل والتخفي من مواجهة الواقع قمة الشجاعة إذا ما قورن بمقارعته..
ترهقك الهواجس وتتساءل..أين أنا؟؟؟.هل مسخ الله هذه البقعة من الأرض إلى ((موريتانيا ))لقارة آسيا؟؟؟
هل إنا في ذات ألدوله التي لا يكلف المرء نفسه عناء إلقاءه لقنديل عتيق حتى تزهر حوله حقول البترول بعد أيام؟؟؟
تتلاطم أمواج الطلاسم داخل مخيلتك التي تعلن دائما في معارض الحديث عن واقعنا المفجع عن قرارها الأخير((NO DISK))!!!!
ثم...لا تجد لك معينا إلا استذكار الساسة الذين شيدوا أهرامات أيدلوجياتهم على جماجم اليتامى والأرامل,وعلت ابتساماتهم البلهاء من تضور البؤساء وامتلأت بطونهم من قرصنه أرغفة الطبقة المعدومة وإمطارهم بسيل من اللعنات التي (لا تسمن ولا تغن عن جوع))...
تأملهم على أجهزة التلفاز وهم يقصوا للسذج جهادهم(ألفان دامي) ضد النظام الأسبق بأسلوب شهرزادي ليناموا بعده ويستقضوا على نباح الجوع...هل يتأملهم المعدومين كما اتاملهم إنا...أم إن عيونهم تطاردهم في كل تسكينه أملا بأن تتقئ دفاتر شيكاتهم ببقرات سمان تقمع ثورة جوعهم. ولكن لسان حال أباطرتنا الذين يجري النفط الأسود في عروقهم يفصح((هيهات منا الألتفاته))ولو ببقرات عجاف لكم... وليبقى الفقر على ما هو عليه وعلى البائس اللجوء إلى المقبرة ...
أمهاتنا اللاتي يفترشن رصيف الصبر بخوابي أيامهم ....آبائنا الذين تخضبت أحلامهم بحناء الضياع....يامن تقاعدتم عن الفرع واحترفتم البؤس..
إليكم ......أهدي عوائي هذا...
...