وهـــــــــــذا البلد ((الأمين))..
حتام يبقى الجرح ازليا لا يندمل ...والى متى يستمر شرخ الذاكرة بالنزوح الى ممرات اللامنتهى...ويبقى النخر قابعا في دهاليز الرتابه اليوميه....أوجاع الملمها وانفخ فيها ....احزان تبقى مع نزول الدموع ...فيا ليت الحزن ينزل مع نزول الأدمع.....
اوجاع اثارت عندي نوع من اللامبالاه بالحاضر قبل المستقبل ..بالامس...ودعت صديقا ذهب الى بلاد قلما يجود الزمن بنازح لها...والغريب في الامر انني اودعه كما اودع صديق سوف اراه بعد ساعة...او -على ابعد الحدود-بعد ليله.
لم يكن اول الاصدقاء المهاجرين -ولن يكون آخرهم-ولكن لماذا انعدم بي الاحساس بالفراق..!!!لماذا توقفت عيني عن البكاء...وقلبي عن النحيب ...هل باتت هذه المشاهد مألوفة..تثير الشفقه قبل الحزن؟؟!!
انه الفراق....ذلك الكابوس الذي طالما اسهدني...انه الفراق.......الوحش الاسطوري الذي طالما نهش بتعرجات دماغي...انه نفسه ذاك الفراق الذي سد اروقة الفرح بيني وبين اصدقائي...فلماذا يفقد طعمه الآن؟؟؟ولماذا يبدو لي كأنه فقد اجنحته..هل هي الرتابه اليوميه..؟؟؟ام اننا لا نريد ان نكبد انفسنا حزنا آخر يضاف الى مسلسل الحزن الكبير في هذا البلد((الغير أمين))...فقدت كل شئ...كبرت مئه عام...انا الصليب الذي علق عليه الحنين الى الاحباب ...فمتى يرفع الى السماء؟؟؟أم تراني سارفع قبلها.؟؟؟لماذا فقدت شهيتي للحياة؟؟؟لماذا لا أخلع اقنعتي واركض مهووسا في الشوارع والأزقه.واعلن حاله نفير عام واسدد ركلات الى الجدران واعلن موت جديد اصاب اعضائي النفسيه قبل الحيويه..بفقدان صديق قلما يجود الزمن بمثله...هل ماتت الاحاسيس ...هل انتحرت العواطف...هل خطف حنيني ....اذا اعلن لكم ايها الاصدقاء موتي...الروحي((والجسدي حتى اشعار آخر))...لاني يوم فقدت صديقي لم اذرف دمعة...ولم تعلن نفسي حدادا لمدة ثلاث سنين(( وهي عدد السنوات التي قضيتها معه ))....اذا انا اعلن الحداد على نفسي...وارجو ان استقبل تعازيكم...
مهداة الى صديقي العــــــــــــــــــزيز عادل ناظم..